لحظة انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية لحظة تاريخية فارقة رمزيا:

Épicentre publie  l'analyse de Tarek Kahlaoui  concernant l'attitude de l'opposition au sein de la constituante lors de l'élection de Moncef Marzouki président de la république tunisienne; un coup de publicité de la page facebook de ce blogueur tunisien aux analyses constructives
لحظة انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية لحظة تاريخية فارقة رمزيا:
-تعودنا على رئيس يتم انتخابه في انتخابات صورية بصلاحيات ديناصورية يتغول على النظام السياسي ويضع أسس الاستبداد... الآن الانتخاب تم بتوافق ائتلاف اغلبي وفي سياق شرعية شعبية انتخابية حقيقية.. الرئيس جزء مكمل للنظام وشرعيته يستمدها من وجوده على رأس حزب مشارك في الائتلاف: الأصل هو الائتلاف الأغلبي وليس موقعه هو تحديدا حتى بصلاحيات ضعيفة
-الممتعنون عن التصويت بالضرورة جزء من الشرعية حتى بامتناعهم وذلك معارضة بشكل آخر... أن يتم انتخاب رئيس في مواجهة معارضة (امتنعت للأسف عن تقديم مرشح لها) فذلك رمزيا مهم
-رئيس بجلدة ريفية بدوية وخلفية جنوبية وابن مناضل في الحركة اليوسفية التي استأصلها بورقيبة
-رئيس مثقف ومناضل حقوقي وسياسي لا يمكن المزايدة عليه في مثابرته ووضوحه وقت مواجهة نظام بن علي

حتى من هو في المعارضة يجب أن يعرف أن هناك لحظات تاريخية تفترض منا التوقف للحظة والشعور بالفخر بأننا تونسيون.. واللحظة الحالية من بين تلك اللحظات التاريخية
من حق اي طرف الامتناع عن التصويت. ذلك أحد أسس الديمقراطية. غير أن حجة "النتيجة معروفة مسبقا" حجة باهتة وتضر مصداقية قائلها فكأننا لم نكن نعرف النتيجة في انتخابات بن علي، والممتنعون في انتخابات اليوم شاركوا في انتخابات بن علي. لكن لنركز على الحجة الثانية: "لا نريد رئيسا بدون صلاحيات". ماهو منطق هذا الاعتراض؟ يعني إضافة إلى أن الرئيس لديه بعض الصلاحيات وليس "بدون" (خاصة في التعيينات في مجالي الخارجية والدفاع) لما يجب أن يكون الرئيس بصلاحيات كبيرة؟ يعني السؤال في أي مدرسة لمحو الأمية في الديمقراطية يمكن أن نقرأ أن "رئيسا بصلاحيات كبيرة" الضمان للديمقراطية؟ الضمان للديمقراطية يختلف حسب النظام السياسي في كل سياق خاص.. في تونس الآن هو خضوع كل السلطة التنفيذية بما في ذلك رئيس الحكومة (الذي توافق عليه الائتلاف الحكومي بوصفه مركز السلطة التنفيذية) والرئيس نفسه للمجلس التأسيسي. خاصة انه يمكن سحب الثقة من الحكومة بالأغلبية المطلقة (50% +1) وهذا عمليا وسياسيا لا يجعل الحكم في يد حزب واحد. مع احترامي للإخوة "قادة المعارضة" هذه حجة صبيانية. أحيانا تبدو تمنيات "المعارضة" بمواجهة "دكتاتورية جديدة" دافعا لكي لا ترى الواقع وترى سراب دكتاتورية، و لكن هل الارتياح للدور الوهمي المتمثل في "مواجهة دكتاتورية" سيجعل هذه الأطراف أكثر نضجا؟ خاصة أنها حتى الآن تبذل جهودا في شيطنة خصومها أكثر من جهود النقد الذاتي والتفكير في أسباب كونها الآن في وضع "الأقلية" ووضع "المعارضة". للتذكير طبعا: كلمة "المعارضة" ليست دائما أمرا ايجابيا كما كان الشأن في عهد بن علي.

طارق الكحلاوي

http://www.facebook.com/kahlaoui.tarek
 

Commentaires

Articles les plus consultés