النهضة، الصيد و قميص عثمان: قضية تعيين الصيد في الحكومة الجديدة

 J'ai voulu republier cet article de l'auteur du blogue Karawan qui ne cache pas le fait qu'il a voté pour Ennahda, non pour faire la promotion du parti majoritairement élu, mais pour expliquer aux lecteurs que les calculs politiques dépassent, le plus souvent, le simple élan révolutionnaire populiste. Je vais introduire, pour une brève mise en contexte, par un paragraphe d'un article de Tarek Kahlaoui publié par Épicentre.

السلطة الجديدة  ستحاول اقصى ما أمكن احتواء اجزاء من النظام القديم مثلما سيبدو من بعض التعيينات (او عدم التعيينات) الحكومية وخاصة على مستوى الادارات الكبرى في الدولة. ذلك ما يمكن ان نطلق عليه عموما في نسق اي مسار ثوري بـ”اربعة خطوات الى الامام خطوة الى الوراء”.نحن الآن بصدد ولادة السياسة الحديثة في تونس حيث لاول مرة تتفاوض احزاب على اقتسام الحكم بعد انتخابات حرة. وحيث يجب على رئيس الوزراء المتوقع ان يحسب كل انفاسه قبل النطق باي شيء. وحيث يمكن السخرية من الجميع بلا استثناء. ونحن محظوظون تماما بذلك
طارق الكحلاوي

في التدوينة هذه ماشي نحكي على قضية تعيين الصيد في الحكومة الجديدة كمستشار لحمادي الجبالي، قضية أثارت الكثير من ردود الفعل الغاضبة من داخل الحركة الإسلامية ومن خارجها (سواء حلفائها أو خصومها).

أنا وإن كنت باش نعطي رايي في الموضوع فإنني أستثني من خطابي
  • كل من قبل بحكومة وحدة وطنية في 13 جانفي وجاي ينبر توة
  • كل من دافع على حكومة الغنوشي وبقايا بن علي وأعوانه وأعطاهم شهايد في النظافة وحسن السلوك
  • كل من انتفع من النظام السابق وكان من المقربين وقت قيادات النهضة تقبع في دهاليز وزارة الداخلية
  • كل من تباكى وقبل بكل شيء باش البلاد ما تدخلش في حيط
  • كل من ساند سلوك الشرطة في في القصبة 3 في عهد الصيد نفسه وقال اللي المتظاهرين يستاهلو...
بعد هذه الاستثناءات نبدى تقييمي للموضوع بملاحظتين
أولا كثير من شباب حركة النهضة إن لم يكن أكثرهم عارضو قرار التعيين، وبغض النظر عن صحة هذا القرار من عدمه فإنو مثال يوري اللي (كثير من) الأنصار ما يتبعوش القيادات تتبيع أعمى كيما يتهموهم العباد وبمقدورهم أخذ مسافة نقدية من ممثليهم
ثانيا شفنا اختلاف كبير بين مؤيد للقرار ومعارض والاختلاف داخل الحزب دليل حيوية وديمقراطية وفي حد ذاته شيء محمود ولكن ماذا بينا كي يحضر الإختلاف يحضر معاه أدب الإختلاف كيما يقول ابن القيم
 "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بغضهم على بغض وعدوانه"
 
 سوابق مع وزارة الداخلية
  
وهوني موش جديد كي نقول أنو الوزارة موش ساهلة والعنتريات متجيبش نتيجة معاها، نتذكرو الكلنا الراجحي على رأس الوزارة وكيفاش صنعنا منو بطل وقت جا وحكا كيفنا وقال اللي في مخاخنا وأقال المسؤولين الكبار وعزم باش ينظف الداخلية، صفقنا عليه عملنالو صفحة فايسبوك وبعض الإخوة ناشدوه... وماذا بعد؟ تنظفت الداخلية؟ اللي شفناه هو مئات البوليسية اللي حاصرو الوزير ورشيد عمار معاه وخلاوهم يهربو من الباب الخلفي. نتذكرو زادة كي أعوان الشرطة عملو اضرابات وانسحبو من الشوارع والأمن سياب، نتذكرو كي هجمو على القصبة بعد خطاب السبسي. هذا الكل يورينا اللي هوما مستعدين يدافعو على مصالحهم الحكاية أكبر من تعيين أو عدم تعيين شخص (Tip of the iceberg) واللي في بالو باش يصلح بحسن النية والقرارات الثورية اللي جاية من فوق كي اللي قادم على جبل بقادومة 
وبالنسبة للعلاقة المستقبلية بين جهاز الأمن والحكومة فإني نشوف اللي الإحتجاج من قبل نقابة الأمن على خطاب المرزوقي يوم توليه الرئاسة هو بمثابة رسالة عتاب في الظاهر وفي الباطن تحذير (on va pas se laisser faire). هذه البداية والستار ربي...

التحليل المنطقي والمتوازن للأحداث
  
وهوني كنت نتمنى لوكان الآراء تتجاوز مجرد الرفض المبدئي وتحاول توزن الباهي والخايب (َArbitrage)، النهضة واعية دون شك بحساسية تعيين الصيد كمستشار، ولكنها (على الأقل في الوقت الحاضر) أصرت على موقفها لأنها تعتقد أنو مصلحة ابقاؤه (في منصب استشاري وليس تنفيذي) أكبر من طرده. كنت نستنى من موقف معارض أنو يحاول يذكر المصلحة والمفسدة من وراء كذا قرار (peser le pour et le contre) ويبين أنو الضرر حسب رايه أكبر من النفع (ترجيح كفة على أخرى)


النهضة من حركة ثورية إلى حركة في السلطة
  
" قد يثور المدنيون حتى ينهوا ما يرونه فساداً، ولكن آفة الثائر من البشر أنه يظل ثائراً، ولكن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد ولا يسلط السيف على رقاب الجميع "         محمد متولي الشعراوي رحمه الله
 
السياسة تحت الدكتاتورية تعني أمرين إما جزء من المنظومة مقرب من السلطة ومستفيد منها وإما في المعارضة تعاني من الدكتاتورية وتعدي شطر عمرك في الحبوسات، بالعربي إما منافق وإما بطل ووالصورة واضحة (يا أبيض يا أسود) وما تحتاجش لمجهود ذهني كبير. بالنسبة لحكومة منتخبة ديمقراطيا الصورة تولي أقل وضوح لأنو أي قرار باش يكون عندو منافع ومساوئ ولابد من أي مقاربة نقدية أنها تكون متوازنة ومعمقة (يصعب التمييز ببساطة) ونخرجو من ثنائية باهي وخايب، ثوري وعميل وبعبارة أخرى معايير تقييمنا للتجربة الثورية لابد وأن تختلف عن معايير تقييمنا للتجربة الديمقراطية

المرحلية والقرارات الصعبة
  
لوكان نرجعو لبداية التاريخ الإسلامي وتحديدا الفتنة الكبرى تو نلقاو اختلاف الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان، وكيفاش قسم وقف مع معاوية وأصر على القصاص الفوري من القتلة وقسم بايع علي بن أبي طالب اللي را بوجوب قيام الدولة واستقرارها أولا ومن ثمة محاسبة القتلة بل وقبل بتوليهم مناصب في الدولة لفترة مؤقتة مع كرهه ليهم (شر لا بد منه). أنا نتساءل لوكان جينا في الفترة هاكي شيكون موقفنا؟ كيفاش كنا نقيمو موقف سيدنا علي؟ وهل كل من وافقوه على عدم القصاص الفوري من قتلة عثمان يكونو محل اتهام وتخوين؟ على كل هو وجه الشبه الوحيد بين القصة المذكورة وواقعنا هي اضطرار الإنسان لما يكون على رأس الدولة إلى اتخاذ مواقف لا يوافق عليها مبدئيا وخلاف هذا لا مجال للمقارنة بين الخليفة الرابع والخليفة السادس...
على كل الأيام ماش تورينا مواقف أخرى محرجة للحكومة ستكون فيها بين المطرقة والسندان، بين مطرقة الداخلية وسندان الاتحاد العام التونسي للشغل، بين مطرقة الكرامة الوطنية وسندان المصلحة في العلاقات الخارجية وستجبر على اتخاد قرارات أحلاها مر وباش تخدم في مساحة مناورة ضيقة. تقول نشاالله اللي في الحكومة يسبقوا المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية ونشاالله أحنا زادة في نقدنا ليهم نتعداو من مرحلة المبدئية المثالية إلى البراجماتية الواقعية...
 
http://karawen.blogspot.com/2011/12/blog-post.html

Commentaires