التراجع الاعلامي لفرحات الارجحي الذي أصدر قرار تعليق أنشطة التجمع و الشابي الذي تقدم بوضوح الى الواجهة الاعلامية يعكس الاصرار على تحالف "التجمع" بجيلين قديم و جديد مموه مع بي دي بي و تجديد

الآن نعرف الكاتب المجهول لخطاب بن علي يوم 13 جانفي الذي اشارت اليه "جون أفريك" (أنظر الرابط اسفله) و الذي صاغه بناء على ملاحظات القوى المعارضة الثلاثة التي قابلت الغنوشي يوم 13 جانفي و أرسل الأخير ملاحظاتها عبر الفاكس الى قصر الحمامات
http://www.jeuneafrique.com/Articles/Dossier/ARTJAJA2611p029-032-bis.xml0/libye-meurtre-opposition-presidenttunisie-les-derniers-jours-d-un-regime-a-l-agonie.html

الاصرار على التشكيلة السياسية الحالية (أي تحالف "تجمع" بجيلين قديم و جديد مموه مع بي دي بي و تجديد) منذ 13 جانفي لا يجعلني للأسف متفائلا بالمرة رغم أني أريد أن أكون كذلك.. إذ نحن لانزال (باستثناء بعض الوجوه النزيهة التي فرضها الضغط الشعبي: الراجحي، الجلالي) إزاء حكومة بن علي الأخيرة قبل رحيله أي حكومة 13 جانفي.. التراجع الاعلامي لفرحات الارجحي الذي أصدر قرار تعليق أنشطة "التجمع" و التقدم بقضية لحله مقابل تمسك رموز حكومة 13 جانفي برفض هذا القرار (الشابي الذي تقدم بوضوح الى الواجهة الاعلامية في اليومين الاخيرين) يعكس استمرار الالتزام بهذه التشكيلة السياسية و "التجمع" مكون أساسي فيها... لا أستطيع أن أكون متفائلا خاصة إزاء الرغبة في ايجاد توافق وطني حقيقي لتحديد المرحلة السياسية القادمة بما في ذلك الترتيبات الانتخابية.. إذ هذه الحكومة مكبلة على ما اعتقد بالتزامات تجاه باريس و اليمين الفرنسي الحاكم تحديدا (باعتبار العلاقة الوطيدة لحكيم القروي بهذا الطرف من الساحة السياسة الفرنسية).. مكبلة بأن تحافظ على هذه التشكيلة السياسية تحديدا لكي يتم من خلالها رسم قوانين اللعبة السياسية القادمة..  هذه هي القراءة الأكثر واقعية و الأقل مؤامراتية في حقيقة الأمر...

مرة أخرى المسؤولية يتحملها حتى الآن مجمل الطيف السياسي المقصى من هذه المعادلة و الذي لايزال تائها في خرائطه الايديولوجية.. و بهذا المعنى الوضع سيبقى متوترا على الأرجح: لا هذه الحكومة قادرة باضطرابها و تعلقها بالماضي أن تصنع اطمئنانا و وفاقا و لا القوى الأخرى قادرة بعد أن تصنع بديلا سياسيا جديا يتجاوز المرجعيات المؤدلجة.. في الأثناء ستتواصل حالة عدم الثقة و منها ستحاول كل القوى المرتعبة من تقلص نفوذها "تجمعية" كانت أو "امنية" أو ببساطة "أجرامية" بحتة أن تصنع التخريب و الفوضى

طارق الكحلاوي

Commentaires